Admin Admin
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 17/08/2012 العمر : 33 الموقع : modrn.hooxs.com
| موضوع: فتح مصر ( 23) السبت مارس 09, 2013 8:40 pm | |
| السنة الثانية عشرة من ولاية الإخشيد
وهي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة: وفيها لقب الخليفة المستكفي نفسهبإمام الحق وضرب ذلك علىالسكة.
وفيها في المحرم توفي توزون التركي الأميربهيت وكان معه كاتبهأبوجعفربن شيرزاد فطمع في المملكة وحلف العساكرلنفسه وسارحتى نزل بباب حرب أحدأبواب بغداد فخرج إليه الديلم والجند وبعث إليه المستكفي بالإقامات وبخلع بيض ولميكن مع آبن شيرزاد مال فضاق مابيده فشرع في مصادرات التجاروالكتاب وسلطالجندعلىالعامة وتفرغ لأذىالخلق فهرب أعين بغداد وانقطع الجلب فخربت وتخلخلأمرها.
وفيها قدم معزالدولة أحمد بن بويه إلى بغداد بعد أمورصدرت وخلع عليهالمستكفي ولقبه معز الدولة ولقب أخاه عليا عماد الدولة وأخاه الحسن ركن الدولةوضربت ألقابهم على السكة ثم ظهرابن شيرزاد وأجتمع بمعزالدولة ومعزالدولة المذكورهوأول من ملك من الديلم من بني بويه وهوأول من وضع السعاة ببغداد ليجعلهم رسلا بينهوبين أخيه ركن الدولة إلىالري وكان له ساعيان فضل ومرعوش وكان كل واحد منهما يمشيفي اليوم ستة وثلاثين فرسخا فضري بذلك شباب بغداد وآنهمكوا فيه حتى نجب منهم عدةسعاة.
وفيها خلع المستكفي من الخلافة وسمل خلعه معزالدولة أحمدبن بويهالديلمي وسببه أنه لما كان أول جمادىالأخرة دخل ے المستكفي فوقف والناس وقوف علىمراتبهم فتقدم اثنان من الديلم فطلبا من الخليفة الرزق فمديده إليهما ظنا منه أنهمايريدان تقبيلها فجذباه من السرير وطرحاه إلى الأرض وجراه بعمامته ثم هجم الديلم علىدار الخلافة وعلى الحرم ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة ومضى معزالدولةإلى منزله وساقوا المستكفي ماشيا إليه ولم يبق بدارالخلافة شيء إلا نهب وخلعالمستكفي وسملت عيناه وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين وتوفي بعد ذلك في سنةثمان وثلاثين وثلاثمائة وعمره ست وأربعون سنة علىما يأتي ذكره في محله وهذا ثالثخليفة خلع وسمل كما بشر به القاهر لماخلع المتقي وسمل فإنه قال بقينا اثنين ولابدلنا من ثالث وقد تقدم ذكرذلك عند خلع المتقي ثم آحضر معزالدولة أباالقاسم الفضل بنالمقتدرجعفر وبايعه بالخلافة ولقبه بالمطيع لله وسنه يومئذ أربع وثلاثون سنة ثمقدموا ابن عمه المستكفي المذكورفسلم عليه بالخلافة وأشهد على نفسه بالخلع وذلك قبلأن يسمل ثم صادرالمطيع خواص المستكفي وأخذ منهم أموالا كثيرة ***رله معزالدولة فيكل يوم مائة دينار.
وفيهاعظم الغلاء ببغداد في شعبان وأكلوا الجيف والروث ومالوا علىالطرق وأكلت الأكلب لحومهم وبيع العقار بالرغفان ووجدت الصغارمشوية مع المساكينوهرب الناس إلى البصرة وواسط فمات خلق في الطرقات وذكر ابن الجوزي أنه آشتريلمعزالدولة كردقيق بعشرين ألف درهم قلت والكر سبعة عشر قنطارا بالدمشقي لأنالكرأربعة وثلاثون كارة والكارة: خمسون رطلًا بالدمشقي.
وفيها وقع بين معزالدولة أحمدبن بويه وبين ناصرالدجولة الحسن بن عبدالله بن حمدان التغلبي وجاء فنزل سامرا فخرج إليه معزالدولة ومعه الخليفة المطيعلله في شعبان وآبتدأت الحروب بينهم بعكبرا وكان معز الدولة قد تغيرعلى ابن شيرزادواستخانه في الأموال فلما وقع القتال جاء ناصرالدولة فنزل بغداد من الجانب الشرقيوملكها وجاء معزالدولة ومعه المطيع كالأسير فنزل في الجانب الغربي ثم قوي أمرمعزالدولة حتى ملك بغداد ونهبت عساكره الديلم أهل بغداد وهرب ناصرالدولة منبغداد.
وفيها توفي القائم بأمرالله نزاروقيل محمد ے أبو القاسم بن المهديعبيد الله الذي توثب علىالأمروادعى أنه علوي فاطمي يأتي ذكرأحوالهم في تراجم من ملكمصر من ذريتهم كالمعزوغيره ولي القائم هذا بعد موت أبيه المهدي بعهد منه إليهوسارإلى مصر مرتين ووقع له مع أصحاب مصر حروب وخطوب تقدم ذكر بعضها في تراجم ملوكمصر يوم ذاك وكانت وفاة القائم هذا بالمهدية من بلاد المغرب في شوال قال الحافظ أبوعبد الله الذهبي وكان القائم شرا من أبيه المهدي زنديقا ملعونا ذكرالقاضي عبدالجبار أنه أظهر سب الأنبياء عليهم السلام وكان مناديه ينادي العنوا الغاروماحوىوقتل خلقا من العلماء وكان يراسل أبا طاهر القرمطي إلىالبحرين وهجروأمره بإحراقالمساجد والمصاحف فلما كثرفجوره خرج عليه رجل يقال له مخلد بن كيداد وساق الذهبيأمورا نذكربعضها في تراجم أولاده الآتي ذكرهم في أخبارملوك مصر فحينئذ نطلق هناكعنان القلم في نسبهم وكيفية دخولهم إلى مصروأحوالهم مبسوطا مستوعبًا.
وفيها توفي أحمد بن محمد بن الحسن أبو بكر المعروف بالصنوبري الضبيالحلبي ے إماما بارعًا في الأدب فصيحا مفوها روى عنه من شعره أبو الحسن الأديب وأبوالحسن بن جميع وغيرهما ومن شعره: لاالنوم أدري به ولاالأرق يدري بهذين من به رمقإن دموعي من طول ماآستبقت كلت فما تستطيع تستبق ولي مليك لم تبد صورته مذ كانإلاصلت له الحدق نويت تقبيل نار وجنته وخفت آدنو منها فأحترق وفيها توفي علي بنعيسى بن داود بن الجراح أبو الحسن البغدادي الكاتب الوزير وزر للمقتدر والقاهروحدثعن أحمد بن شعيب النسائي والحسن بن محمد الزعفراني وحميد بن الربيع وروىعنه آبنهعيسى والطبراني وأبوطاهر الهذلي وكان صدوقا دينا خيراصالحاعالما من خيار الوزراءومن صلحاء الكبراء وكان ے والصلاة والصيام ومجالسة العلماء حكى أبوسهل بنزيادالقطان أنه كان معه لما نفي إلى مكة قال فطاف يوماأوسعى وجاء فرمى بنفسه وقالأشتهي على الله شربة ماء مثلوج فنشأت بعد ساعة سحابة فبرقت ورعدت وجاءت بمطر يسيروبردكثير وجمع الغلمان منه جرارًا وكان الوزيرصائمًا فلما كان الإفطارجئته بأقداحمملوءة من أصناف الأشربة فأقبل يسقي المجاورين ثم شرب وحمد الله وقال ليتني تمنيتالمغفرة وقال أحمد بن كامل القاضي سمعت علي بن عيسى الوزيريقول كسبت سبعمائةألفدينارأخرجت منها في وجوه البر ستمائة وثمانين ألف ديناروقال الصولي لا أعلم أنهوزرلبني العباس وزير يشبهه في عفته وزهده وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه وكان يصومنهاره ويقوم ليله ولا أعلم أنني خاطبت أحدا أعرف منه بالشعرولما نكب وعزل عنالوزارة قال أبياتامنها: ومن يك عني سائلًا لشماتة لما نابني أو شامتا غير سائلفقد أبرزت مني الخطوب آبن حرة صبورًا على أهوال تلك الزلازل وفيها توفي عمربنالحسين بن عبد الله أبو القاسم الخرقي البغدادي الحنبلي صاحب المختصرفي الفقه وقدمر ذكرأبيه في محله قال أبويعلى بن الفراء كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لمتظهرلأنه خرج من بغداد لما ظهر بها سمب أصحابه وأودع كتبه في دارفاحترقت تلكالداروكانت وفاته بدمشق ودفن بباب الصغير.
وفيها توفي أبو بكرالشبلي الصوفي المشهور صاحب الأحوال وآسمه دلف بنجحدروقيل جعفربن يونس وقيل جعفربن دلف وقيل غيرذلك أصله من الشبلية وهي قريةبالعراق ومولده بسرمن رأى ولي خاله إمرة الإسكندرية وولي أبوه حجابة الحجاب ووليهوحجابة الموفق ولي العهد وسبب توبته أنه حضر مجلس خير النساج وتاب فيه وصحب الجنيدومن في عصره وصار أحد مشايخ الوقت حالا وقالا في حال صحوه لافي حال غيبته وكانفقيها مالكي المذهب وسمع الحديث وكان له كلام وعبارات ومات في آخر هذه السنة وقدنيف على الثمانين قيل إنه سأله سائل هل يتحقق العارف بما يبدو له فقال كيف يتحققبما لايثبت وكيف يطمئن إلى مايظهر وكيف يأنس بما لا يخفى فهو الظاهر الباطن ثمأنشأ: فمن كان في طول الهوى ذاق سلوة فإني من ليلى بها غير واثق وأكثر شيء نلتهمن وصالها أماني لم تصدق كلمحة بارق وله: تغنى العود فآشتقنا إلى الأحباب إذ غنىالذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبوالفضل أحمد بن عبد الله بننصربن هلال السلمي وأبو بكر الصنوبري الحلبي أحمد بن محمد والحسين بن يحيى بن عباسالقطان والمستكفي بالله عبد الله بن المكتفي خلع في جمادى الأخرة وسمل وسجن ثم ماتبعد أربعة أعوام وعلي بن إسحاق المادراني وأبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراحالوزير وأبو القاسم عمربن الحسين الخرقي الحنبلي صاحب المختصر وأبو علي محمد بنسعيد القشيري الحراني الحافظ والإخشيذ محمد بن طغج التركي في ذي الحجة بدمشق عن ستوستين سنة والقائم بأمر الله نزار ويقال محمد بن المهدي عبيد الله مات بالمهدية فيشوال وأبو بكر الشبلي شيخ الصوفية.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وعشر أصابع.
مبلغ الزياده خمس عشرة ذراعا وست أصابع.
ولاية أنوجور بن الإخشيذ هو أنوجور بن الإخشيذ محمد بن جف الأميرأبو القاسم الفرغاني التركي وأنوجور اسم أعجمي غير كنية معناه باللغة العربية محمودولي مصر بعد وفاة أبيه الإخشيد في يوم الجمعة لثمان بقين من ذي الحجة سنة أربعوثلاثين وثلاثمائة ولاه الخليفة المطيع لله على مصر والشام وعلى كل ماكان لأبيه منالولاية فإنه كان أبوه أستخلفه وجعله ولي عهه فأقرة الخليفة على ماعهده له أبوهولما ثبت أمر أنوجور المذكور صار الخادم كافور الإخشيذي مدبر مملكته فكان كافوريطلق في كل سنة لابن أستاذه أنوجور هذا أربعمائة ألف دينار ويتصرف كافور فيما يبقىثم قبض كافور على أبي بكر محمد بن علي بن مقاتل صاحب خراج مصر في يوم ثالث المحرمسنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وولى مكانه على الخراج محمد بن علي الماذرائي ولما تمأمر أنوجور بدمشق خرج منها وصحبته الأستاذ كافور الإخشيذي إلى مصر فدخله بعساكره فيأول صفر فأقام بها مدة ثم خرج منها بعساكره إلى الشام أيضًا لقتال سيف الدولة عليبن عبد الله بن حمدان فإن سيف الدولة كان بعد خروج أنوجور من دمشق ملكها ولما خرجأنوجور من مصر إلى الشام في هذه المرة خرج معه عمه الحسن بن طغج أخو الإخشيذ ومدبردولته الخادم كافور الإخشيذي فخرج سيف الدولة من دمشق وتوجه نحو الديار المصرية حتىوصل إلى الرملة فالتقى مع المصريين فكان بينهم وقعة هائلة انكسر فيها سيف الدولةوانهزم إلى الشام فسار المصريون وراءه فآنهزم إلى حلب فساروا خلفه فانهزم إلى الرقةوقال المسبحي كان بين سيف الدولة وبين أبي المظفر الحسن بن طغج وهوأخو الإخشيذ قلتذكر المسعودي الحسن هذا لصغر سن أنوجور وقعة باللجون فانكسر سيف الدولة ووصل إلىدمشق بعد شده وتشتت وكانت أمه بدمشق فنزل بالمرج خائفا وأخرج حواصله وسار نحو حمصعلى طريق قارة وسار أخو الإخشيذ وكافور الإخشيذي إلى دمشق واستقر أمرهم على الصلحعلى أن يعود سيف الدولة إلى ماكان بيده من حلب وغيرها وأقر أنوجور يأنس المؤنسي علىعادته في إمرة دمشق فإنه كان أولا انهزم من سيف الدولة وسلمه دمشق بالأمان وعادأنوجور وعمه الحسن بن طغج وكافور الإخشيذي إلى الديار المصرية سالمين.
ولما كان أنوجور بالشام خرج بمصر غلبون متولي الريف في جموع ونهبمصر وتغلب عليها فقدم أنوجور فهرب غلبون من مصر فتبعه أبوالمظفر الحسن بن طغج أخوالإخشيذ حتى ظفر به وقتله.
ثم آستوزر أنوجور أبا القاسم جعفر بن الفضل بن الفرات ودام أنوجورعلى إمرة مصر سنين إلى أن وقع بينه وبين كافور وحشة في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائةوسببها أن قوما كلموا أنوجور وقالوا له قد آحتوى كافور على الأموال وآنفرد بتدبيرالجيوش وأخذ أملاك أبيك وأنت معه مقهور وحملوه على التنكر فلزم أنوجور الصيدوالتباعد فيه إلى المحلة وغيرها وانهمك في اللهو ثم أجمع على المسير إلى الرملةفأعلمت أمه كافورا بما عزم عليه ولدها خوفا عليه من كافور فلما علم كافور بذلكراسله ثم بعثت أمه إليه تخوفه الفتنة فآصطلحا ودام الأمر على حاله ولم يزل أنوجورعلى إمرة مصر إلى أن مات بها في يوم السبت سابع أوثامن في القعدة سنة تسع وأربعينوثلاثمائة وحمل إلى القدس فدفن عند أبيه الإخشيذ وكانت مدة ولايته على مصر أربععشرة سنة وعشرة أيام ولما مات أنوجور أقام كافور الإخشيذي أخاه عليا أبا الحسين بنالإخشيذ مكانه وأقره الخليفة المطيع على إمرة مصر على الجند والخراج وأضاف إليهالشام كما كان لأبيه الإخشيذ ولأخيه أنوجور وقويت شوكة كافور في ولاية علي هذا أكثرمما كانت في ولاية أخيه لوجوه عديدة.
السنة الأولى من ولاية أنوجور بن الإخشيذ وهي سنة خمس وثلاثينوثلاثمائة.
فيها جدد معز المولة أحمد بن بويه الأمان بينه وبين الخليفة المطيعلله بعد أن انهزم ناصر الدولة بن حمدان في السنة الماضية من معز الدولة المذكور ثموقع الصلح بينهما على أن يكون لناصر الدولة من تكريت إلى الشام.
وفيها آستولى ركن الدولة الحسن بن بويه على الري.
وفيها أقيمت الدعوة بطرسوس لسيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدانفنفذ لهم الخلع وفيها توفي أحمد بن أبي أحمد القاص أبوالعباس الطبري القاضي الفقيهصاحب أبي العباس بن سريج كان إماما فقيها صنف في مذهبه كتاب المفتاح و أدب القاضي والمواقيت و التلخيص وتفقه عليه أهل طبرستان وكانت وفاته بطرسوس.
وفيها لم يحج أحد من العراق خوفا من القرامطة.
وفيها توفي محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان أبورجاء الفقيهالشافعي الشاعر كان فاضلا شاعرا وله قصيدة ذكر فيها أخبار العالم وقصص الأنبياءوسئل قبل موته كم بلغت قصيدتك إلى الآن فقال ثلاثين ألفا ومائة بيت.
وفيها توفي هارون بن محمد بن هارون بن علي بن موسى أبوجعفر الضبيكان أسلافه ملوك عمان وكان معظما عند السلطان وآنتشرت مكارمه وعطاياه وقصده الشعراءمن كل مكان وأنفق أموالا عظيمة في بر العلماء والأشراف وأقتناء الكتب النفيسة وكانعارفا بالنحو واللغة والشعر ومعاني القرآن والكلام وكانت داره مجمعا لأهل العلم.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبوالعباسالقاضي صاحب ابن سريج وأبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي وأبو بكر محمد بن جعفرالصيرفي المطيري وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي الشطرنجي والهيثم بن كليب الشاشي.
الماء القديم ثلاث أذرع و إحدى عشرة إصبعا مبلغ الزيادة خمس عشرةذراعا وثماني أصابع.
السنة الثانية من ولاية أنوجور وهي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة:فيها خرج الخليفة المطيع ومعز الدولة أحمدبن بويه إلى البصرة لمحاربة أبي القاسمعبد الله بن البريدي وسلكوا البرية إليها فلما قاربوها استأمن إلى معز الدولة جيشالبريدي وهرب هو إلى القرامطة وملك معز الدولة البصرة وأقطع المطيع فيها منضياعها.
وفيها قدم عماد الدولة علي بن بويه إلى الأهواز فبادر أخوه معزالدولة أحمد إلى خدمته وجاء فقبل الأرض ووقف وتأدب معه معز الدولة ثم بعد أيام ودعهوعاد معز الدولة وقد أخذ واسطًا والبصرة.
وفيها ظفر المنصور العبيدي بمخلد بن كيداد وقتل قواده ومزق جيشه.
وفيها أغارت الروم على أطراف الشام فسبوا وأسروا فساق وراءهم سيفالدولة بن حمدان ولحقهم فقتل منهم مقتلة عظيمة وآسترد ما أخذوا من المسلمين ثم أخذحصن برزويه من الأكراد بعد أن نازلهم مدة.
وفيها توفي أحمد بن جعفربن محمد أبو الحسين المعروف بابن المناديالبغدادي كان إمامًا محدثًا سمع الكثير وصنف كتبا كثيرة قال أبويوسف القزويني صنففي علوم القرآن أربعمائة ونيفا وأربعين كتابا ليس فيها شيء من الحشو وجمع فيها حسنالعبارة وعلو الرواية.
وفيها توفي العلامة أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بنمحمد بن صول تكين الصولي الإمام المفتن المعروف بالصولي الشطرنجي الكاتب وكان صولمن ملوكخراسان وجرجان كان أحد علماء الفنون كالأدب وحسن المعرفة بأيام الناسوطبقات الشعراء واسع الرواية كثير الحفظ صنف كتاب " الأوراق وكتاب " الوزراءوغيرهما وأنتهى إليه علم الهندسة و الشطرنج ونادم جماعة من الخلفاء وكان له نظمرائق من ذلك قوله: أحببت من أجله من كان يشبهه وكل شي من المعشوق معشوق حتى حكيتبجسمي ما بمقلته كأن سقمي من جفنيه مسروق وفيها توفي محمد بن علي بن إسماعيل أبوبكر الشاشي القفال الكبير أحد أئمة الشافعية كان إماما فاضلا وهوأول من صنف فيالجدل مات في صفر قاله العلامة يوسف بن قزأوغلي وذكر الذهبي وفاته في سنة خمس وستينوثلاثمائة وهو المشهور.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفى أبو الحسينأحمد بن جعفر المنادي وحاجب بن أحمد الطوسي وأبو العباس محمد بن أحمد بن حمادالأثرم وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي وأبو علي محمد بن أحمد بنمحمد بن معقل الميداني وأبوطاهر محمد بن الحسين المحمداباذي.
أمر النيل في هذه السنة.
الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرة إصبعا مبلغ الزيادة أربع عشرةذراعا وسبع عشرة إصبعًا.
السنة الثالثة من ولاية أنوجور وهي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة فيهاكان الغرق ببغداد وزادت دجلة إحدى وعشرين ذراعًا وهرب الناس ووقعت الدور ومات تحتالرد م خلق كثير.
وفيها دخل بغداد أبو القاسم عبد الله بن البريدي بأمان من معزالدولة وأقطعه معز الدولة قرى بأعمال بغداد.
وفيها آختلف معز الدولة أحمد بن بويه وناصر الدولة الحسن بن عبدالله بن حمدان التغلبي وسار معز الدولة إلى الموصل فتأخر ناصر الدولة إلى نصيبينخائفا ثم صالحه ناصر الدولة في وفيها خرجت الروم فتلقاهم سيف الدولة علي بن عبدالله بن حمدان التغلبي على مرعش فهزموه وملكوا مرعش.
وفيها لم يحج أحد في هذه السنة من العراق.
وفيها ولي إمرة دمشق أبوالمظفر الحسن بن طغج بن جص نيابة لابن أخيهأنوجور بن الإخشيذ وقد وليها مرة أخرى في أيام القاهر من قبل أخيه الإخشيذ محمد بنطغج.
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم أبو محمدالمعروف بالبيع والد الحاكم أبي عبد الله النيسابوري صاحب التصانيف أذن عبد اللههذا بمسجد ثالثا وثلاثين سنة وغزا أثنتين وعشرين غزوة وأنفق على العلماء والزهادمائة ألف درهم وكان كثير العبادة وروى عن مسلم وغيره.
وفيها توفي قدامة بن جعفر أبوالفرج الكاتب صاحب المصنفات مثل كتابالبلدان و الخراج و صناعة الكتابة وغيرها.
وكان عالمًا جالس المبرد وثعلبًا وغيرهما.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبوإسحاقإبراهيم بن شيبان القرميسيني الزاهد وأبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر النيسابوري.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاثة أذرع وخمس عشرةإصبعًا مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعًا واثنتا عشرة إصبعًا.
السنة الرابعة من ولاية أنوجور وهي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة:فيها وصلت تقادم أنوجوربن الإخشيذ عامل مصر صاحب الترجمة وسأل معز الدولة أن يكونأخوه مشاركا له في إمرة مصر ويكون من بعده فأجابه.
وفيها تقفد أبوالسائب عتبة بن عبيد الهمذاني قضاء القضاة ببغداد.
وفيها تحركت القرامطةولم يحج أحد في هذه السنة من العراق.
وفيها عمر المنصور العبيدي صاحب بلاد المغرب مدينة المنصورية.
وفيها ولي إمرة دمشق شعلة بن بدر الإخشيذي من قبل صاحب الترجمة وكانأحد الأبطال الموصوفين بالشجاعة وفيه ظلم.
وفيها توفي أحمد بن محمد بن علي أبو بكر المراغي روى عن الربيع بنسليمان أبياتا سمعها من الشافعي رضي الله عنه وهي: وأن عرا الإيمان قول محسن وفعلزكي قد يزيد وينقص وأن أبا بكر خليفة ربه وكان أبو حفص على الخير يحرص وأشهد ربي أنعثمان فاضل وأن عليًا فضله متخصص أثمة قوم نهتدي بهداهم لحا الله من إياهم يتنقصوفيها توفي أمير المؤمنين المستكفي بالله عبد الله ابن الخليفة المكتفي بالله عليابن الخليفة المعتضد بالله أحمد ابن ولي العهد طلحة الموفق ابن الخليفة جعفرالمتوكل الهاشمي العباسي البغدادي مات معتقلا بعد أن خلع من الخلافة وسمل قبلتاريخه بسنين في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة حسب ما تقدم ذكره في محلهومات برمي الدم وكان محبوسًا بدار معز الدولة بن بويه ومات وله ست وأربعون سنة وكانبويع بالخلافة بعد خلع المتقي بالله وسمله في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وأمالمستكفي بالله هذا أم ولد تسمى غصن.
وفيها توفي السلطان عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسروالديلمي وقد ذكرنا من أمر بني بويه ومبدأ ملكهم نبذة في حوادث سنة اثنتين وعشرينوثلاثمائة وكان قد ملك جميع بلاد فارس وكان ملكا عاقلا شجاعا مهيبا آعتل بقرحة فيالكلى أنحلت جسمه ومات بشيراز وله تسع وخمسون سنة وأقام الخليفة المطيع لله مقامهأخاه أباعلي الحسن ركن الدولة والد السلطان عضد الدولة بن بويه وكان معز الدولةأحمد بن بويه صاحب أمر الخلافة يومئذ يحدث أخاه عماد الدولة المتوفى ويحترمهويكاتبه بالعبودية ويقبل الأرض بين يديه إذا اجتمعا مع عظم سلطانه لكونه الأكبرسنًا.
وفيها توفي محمد بن عبد الله بن دينار أبو عبد الله الفقيه الزاهدالعدل النيسابوري وكان صالحا عابدا يحج دائما ومات عند منصرفه من الحج في صفر رضيالله عنه.
وفيها توفي أحمد بن محمد بن اسماعيل العلامة أبوجعفر النحاس المصريالنحوي كان من نظراء ابن الأنبارفي ونفطويه وله كتاب إعراب القرآن وكتاب المعانيوكتاب اشتقاق الأسماء الحسنى ومصنفات كثيرة غير ذلك.
وفيها توفي إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن أبوإسحاق الأنطاكيالفقيه المقرىء قرأ على هارون بن موسى الأخفش وأحمدبن أبي رجاء وغيرهما وصنف كتابافي القراءات الثمان وسمع الكثير وحدث.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أحمدبن سليمانبن زبان الكندي الدمشقي وأبوجعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس وإبراهيم بن عبدالرزاق الأنطاكي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت وأبو علي الحسن بنحبيب الخضائري وعماد الدولة علي بن بويه الديلمي صاحب بلاد فارس وكانت أيامه ستعشرة سنة وأبو الحسن علي بن محمد الواعظ ا المصري وعلي بن حمشاد العدل.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وسبع عشرة إصبعامبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثماني عشرة إصبعًا.
السنة الخامسة من ولاية أنوجور وهي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة:فيها غزا سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان بلاد الروم في ثلاثين ألفا ففتححصونا وقتل وسبى وغنم فأخذ الروم عليه الدرب عند خروجه فاستولوا على عسكره قتلاوأسرا واستردوا جميع ما أخذ لهم وأخذوا جميع خزائن سيف الدولة ونجا في عدد يسير.
وفيها استولى منصوربن قراتكين على الري والجبال ودفع عنها عسكر ركنالدولة.
وفيها رد الحجر الأسود إلى موضعه بعث به القرمطي مع أبي محمد بنسنبر إلى الخليفة المطيع للة وكان بجكم قد دفع فيه قبل تاريخه خمسين ألف دينار وماأجابوا وقالوا أخذناه بأمر وما نرده إلا بأمر فلما ردوه في هذه السنة قالوا:رددناه بأمر من أخذناه بأمره وكذبوا فأن الله تعالى قال: "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدناعليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء" وان عنوابالأمر القدر فليس ذلك حجة لهم فالله تعالى قدر عليهم الضلال والمروق من الدين وقدرعليهم أن يدخلهم النار فلا ينفعهم قوله أخذناه بأمر ولما أتوا بالحجر الأسود أعطاهمالمطيع مالا له جرم وكان الحجر الأسود قد بقي أثنتين وعشرين سنة وقال المسبحي وفيهاوافى سنبربن الحسن إلى مكة ومعه الحجر الأسود وأمير مكة معه فلما صار بفناء البيتأظهر الحجر وعليه ضباب فضة قد عملت من طوله وعرضه تضبط شقوقا قد حدثت عليه بعدأنقلاعه وأحضر له صانعا معه جص يشده به فوضع سنبربن الحسن بن سنبر الحجر الأسودبيده وشده الصانع بالجص وقال: لما رده أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئته.
وفيها توفي محمد بن أحمد الصيمري كاتب معزالدولة ووزيره فقلد مكانهأبامحمد الحسن بن محمد المهلبي.
وفيها في عيد الأضحى قتل الناصرالدين الله عبد الرحمن بن محمدالاموي صاحب الأندلس ولده عبد الله وكان قد خاف من خروجه عليه وكان الناصر من كبارالعلماء روى عن محمد بن عبدالملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وله تصانيف منها مجلد في" مناقب بقي بن مخلد رواه عنه وفيها توفي عبد الرحمن بن اسحاق أبو القاسم الزجاجي النحوي من أهل بغداد وسكن طبرية وأيلة وحدث بدمشق وصنف في النحو مختصرًا.
وفيها غزا سيف الدولة في شهر ربيع الأول ووافاه عسكر طرسوس في أربعةآلاف عليهم القاضي أبوالحصين فسار إلى قيسارية وفتح عدة حصون وسبى وقتل ثم سار إلىسمندو ثم إلى خرشنة يقتل ويسبي ثم الى صارخة بينها وبين قسطنطيية سبعة أيام.
فلما نزل عليها واقع الدمستق مقدمته فظهرت عليه فلجأ إلى الحصن وخافعلى نفسه ثم جمع والتقى بسيف الدولة فهزمه الله أقبح هزيمة وأسرت بطارقته وكانتغزوة مشهورة وغنم المسلمون ما لا يوصف وبقوا في الغزوأشهرًا.
وفيها توفي الخليفة القاهر أبومنصور محمد ابن الخليفة المعتضد باللهأحمد ابن ولي العهد أبي أحمد طلحة الموفق ابن الخليفة المتوكل جعفر العباسي الهاشميالبغدادي استخلف أولا بعد خلع المقتدر بالله جعفر ثم خلع بعد ثلاثة أيام ودام دهراإلى أن بويع ثانيا بالخلافة بعد قتل جعفر المقتدر سنة عشرين وثلاثمائة فأقام فيالخلافة إلى أن خلعوه من الخلافة في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وئلاثمائةبالراضي بالله أبي العباس محمد وسملت عيناه فسالتا على خده وحبسوه مدة ثم أهملوهوسيبوه حتى مات في هذه السنة في جمادى الأولى وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنفوكان قد أفتقر وسأل قبل موته وهوأول خليفة خلع وسمل وفيها توفي محمد بن عبد الله بنأحمد أبو عبد الله الصفار الأصبهاني كان محدث عصره بخراسان وكان مجاب الدعوة أقامأربعين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله تعالى وكان يقول اسم رسول اللهصلى الله عليه وسلم كاسمي وأسم أبيه اسم أبي وكانت وفاته في ذي القعدة الذين ذكرالذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفى علي بن عبد الله بن يزيد بن أبي مطرالإسكندري القاضي وله مائة سنة وعمر بن الحسن أبو الحسين بن الأشناني القاضي وأبوعبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار الأصبهاني وأبو جعفر محمد بن عمر بنالبختري وأبو نصر الفارابي.
صاحب الفلسفة محمد بن محمد بن طرخان قلت يأتي ذكر الفارابي أيضًا فيهذا الكتاب في غير هذه السنة على ما ورخه صاحب المرآة وغيره أمر النيل في هذه السنةالماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعًا مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا إصبعان.
السنة السادسة من ولاية أنوجور
وهي سنة أربعين وثلاثمائة: فيها قصد صاحب عمان البصرة وساعدهأبويعقوب القرمطي فسار إليهم أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي في الديلم والجندفآلتقوا فهزمهم المهلبي وآستباح عسكرهم وعاد إلى بغداد بالأسارى والغنائم.
وفيها جمع سيف الدولة بن حمدان جيوش الموصل والجزيرة والشاموالأعراب ووغل في بلاد الروم وقتل وسبى شيئا كثيرا وعاد إلى حلب سالمًا.
وفيها قلعت حجبة الكعبة الحجر الأسود الذي نصبه سنبربن الحسن صاحبالقرمطي وجعلوه في الكعبة فأحبوا أن يجعلوا له طوقًا من فضة فيشد به كما كان قديماكما عمله عبد الله بن الزبير وأخذ في إصلاحه صانعان حاذقان فأحكماه.
قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: دخلت الكعبة فيمن دخلهافتأملت الحجر فإذا السواد في رأسه دون سائره وسائره أبيض وكان طوله فيما حزرت مقدارعظم الذراع قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعةوتسعون درهمًا ونصف.
وفيها كثرت الزلازل بحلب والعواصم ودامت أربعين يومًا وهلك خلق كثيرتحت الردم وتهدم حصن رعبان ودلوك وتل حامد وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة.
وفيها توفي شيخ الحنفية بالعراق عبيد الله بن الحسين الشيخ أبوالحسن الكرخي سمع ببغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطيناوروى عنه ابن شاهين وعبد الله بن محمد الأكفاني القاضي وكان علامة كبير الشأن فقيهاأديبا بارعا عارفا بالأصول والفروع انتهت إليه رياسة السادة الحنفية في زمانهوانتشرت تلامذته في البلاد وكان عظيم العبادة كثير الصلاة والصوم صبورأ على الفقروالحاجة ورعا زاهدا صاحب جلالة قال أبو بكر الخطيب: حدثني الصيمري حد ثني أبوالقاسم بن علان الواسطي قال: لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره حضرتهوحضر أصحابه أبو بكر الرازي وأبو عبد الله الدامغاني وأبو علي الشاشي وأبو عبيدالله البصري فقالوا: هذا مريض يحتاج إلى نفقة وعلاج والشيخ مقل فكتبوا إلى سيفالدولة بن حمدان فأحس أبو الحسن فيما هم فيه فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلامن حيث عود تني فمات قبل أن يحمل إليه شيء ثم ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهمفتصد ق بها توفي وله ثمانون سنة وأخذ عنه الفقه الذين ذكرناهم: الذامغاني والشاشيوالبصري والإمام أبو بكر أحمد بن علي الرازي وأبو القاسم علي بن محمد التنوخي وفيهاتوفي أحمد بن محمد بن زياد الغنوي البصري الإمام أبو سعيد بن الأعرابي نزيل مكة كانإماما حافظًا ثبتا سمع الكثير وروى عنه عالم كثير وكان كثير العبادة شيخ الحرم فيوقته علما وزهدا وتسليكا وكان صحب الجنيد وعمرو بن عثمان المكي وأبا أحمد القلانسيوغيرهم.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال: وفيها توفي أبو سعيدأحمد بن محمد بن زياد بن بشر البصري ابن الإعرابي وإبراهيم بن أحمد أبوإسحاقالمروزي الشافعي وأبو علي الحسين بن صفوان البردعي والكلاباذي المعروف بالأستاذ أحدأئمة الخليفة والزجاجي صاحب الجمل أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق وأبو محمد قاسمبن أصبغ القرطبي وأبوجعفر محمد بن يحيى بن عمربن علي بن حرب وأبو الحسن الكرخي شيخحنفية العراق عبيد الله بن الحسين.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وأربع عشرةإصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع أصابع.
M0لنة السابعة من ولاية أنوجور : وهي سنة إحدى وأربعينوثلاثمائة.
فيها ظفر الوزير المهلبي بقوم التناسخية وفيهم شاب يزعم أن روح عليبن أبي طالب رضي الله عنه انتقلت فيه وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة رضي الله عنهاانتقلت إليها وفيهم آخر يزعم أنه جبريل فضربوا فتعزوا بالانتماء لأهل البيت فأمرمعزالدولة بإطلاقهم لتشيع كان فيه قلت: والمشهور عن بني بويه التشيع واالرفضوفيها أخذت الروم سروج فقتلوا وسبوا وأحرقوا البلدوفيها حج بالناس أحمد بن عمربنيحيى العلوي وفيها في آخر شوال توفي المنصور أبوطاهر إسماعيل بن القائم بأمر اللهمحمد بن عبيد الله المهدي العبيدي الفاطمي صاحب المغرب مات بالمنصورة التي بناهاومصرها وصلى عليه آبنه ولي عهده أبوتميم معد الملقب بالمعز لدين الله وهوالذي تولىالخلافةبعده وكان ملكأ حاد الذهن سريع الجواب فصيحا مفوها يخترع الخطب عادلا فيالرعية أبطل كثيرًا من المظالم مما أحدثه آباؤه ومات وله أربعون سنة وكانت مدةمملكته سبعة أعوام وأيامًا وخلف خمسة بنين وخمس بنات وقام بعده آبنه المعزلدين اللهفأحسن السيرة وصفت له المغرب ثم افتتح المعز لدين الله مصر وبنى القاهرة على مايأتيذكره إن شاء الله تعالى بأطول من هذا في ترجمة المعز المذكور.
وفيها توفي أحمد بن محمد أبوالعباس الدينوري كان من أجل المشايخوأحسنهم طريقة وكان يتكلم على لسان أهل المعرفة بأحسن كلام تكلم يومأ فصاحت عجوز فيمجلسه فقال لها: موتي فقامت وخطت خطوات ثم التفتت إليه وقالت هأنا قد مت ووقعتميتة وكان يقول مكاشفات الأعيان بالأبصار ومكاشفات القلوب بالاتصال.
وفيها توفي الشيخ العابد القدوة ے الأقطع صاحب الكرامات وتينات قريةمن قرى أنطاكية وقيل هي على أميال من المصيصة أقام بتينات مدة سنين وكان يسمىالأقطع لأن يده كانت قطعت ظلما في واقعة جرت له يطول الشرح في ذكرها ومن كراماته أنكانت الوحوش الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبوطاهر أحمد بنأحمد بن عمرو المديني وأبو علي إسماعيل بن محمد الصفار في المحرم والمنصور إسماعيلبن القائم العبيدي الرافضي صاحب المغرب وأبوالطيب محمد بن حميد الحوراني وأبو الحسنمحمد بن النضر الربعي المقرىء بن الأخرم.
أمرالنيل في هذه السنة: الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وعشر أصابع سواء.
السنة الثامنة من ولاية أنوجور وهي سنة آثنتين وأربعين وثلاثمائة:فيها جاء صاحب خراسان آبن محتاج إلى الري محاربا لابن بويه وجرت بينهما حروب وعادإلى خراسان.
وفيها عاد سيف الدولة بن حمدان من الروم سالما غانما مؤيدا وقدأسرقسطنطين بن الدمستق ملك الروم ودخل سيف الدولة حلب وابن الدمستق بين يديه وكانمليح الصورة فبقي عنده وفيها توفي القاسم بن القاسم بن مهدي أبوالعباس السياري كانمن أهل مرو كتب الحديث وتفقه وكان شيخ أهل مرو وأول من تكلم عندهم في حقائق الأحوالومن كلامه من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله الحكمةعلى لسانه.
وفيها توفي أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد أبو بكرالنيسابوري الفقيهالشافعي المعروف بالصبغي سمع الحديث وروىعنه جماعة وكان إماما فقيها عالمًا عابدًاولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وله تصانيف كثيرة في عدة علوم منها كتاب الأسماءوالصفات وكتاب الإيمان القدر وكتاب فضائل الخلفاء الأربعة وعدة تصانيف أخر.
وفيها توفي الحسن بن طغج بن جف ے التركي أخو الإخشيد ولي إمرة دمشقمن قبل أخيه الإخشيذ مدة ثم عزله أخوه الإخشيذ وولى أخاه عبيد الله بن طغج مكانه ثمولي الحسن هذا إمرة دمشق مرة أخرى من قبل ابن أخيه أنوجور صاحب الترجمة ثم ردإلىالرملة فمات بها ودفن بالقدس وكان أميرا جليلا شجاعا مقداما باشر الحروب ووليالأعمال الجليلة إلى أن مات.
وفيها توفي عثمان بن محمد بن علي أبوالحسين الذهبي البغدادي سكن مصروحدث بها وبدمشق.
وفيها توفي علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم أبوالقاسم التنوخي أصله من ملوك تنوخ الأقدمين من ولد قضاعة ولد بأنطاكية في سنة ثمانوسبعين ومائتين وهوصاحب كتاب الفرج بعد الشدة كان فقيها حنفيا بارعًا في الفقهوالأصول والنحو وكان شاعرًا فصيحا وله ديوان شعروكانت وفاته بالبصرة في شهر ربيعالأول ومن شعره في مليح دخل الحمام: # رأيت في الحمام بدرالدجى وشعره الأسودمحلول قدعمموه بدجى شعره ونقطوا الفضة باللول الذي ذكرالذهبي وفاتهم في هذه السنةقال وفيها توفي أبو بكرأحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي الشافعي وأحمد بن عبد الأسدالجذامي إبراهيم بن المولد الزاهد والحسن بن يعقوب أبو الفضل البخاري وعبد الرحمنبن حمدان الهمذاني الجلاب وأبو الحسن محمد بن أحمد الأسواري الأصبهاني ومحمد بنداود بن سليمان النيسابوري الحافظ الزاهد.
أمرالنيل في هذه السنة: الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرةإصبعامبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعا سواء.
السنة التاسعة من ولاية أنوجور فيها خطب أبو علي بن محتاج إلىالمطيعبخراسان ولم يكن خطب له قبل ذلك فبعث إليه المطيع بالخلع واللواء.
وفيها مرض معز الدولة أحمد بن بويه بعلة الإنعاظ الدائم وأرجف بموتهواضطربت بغداد فركب معزالدولة بكلفة لتسكين الناس.
وفيها كانت وقعة عظيمة بين سيف الدولة بن حمدان وبين الدمستق وكانالدمستق قد جمع أمما من الترك والروس والخزرفكانت الدائرة عليه ولله الحمد وقتلمعظم بطارقته وهرب هووأسرصهره وجماعة من بطارقته وأما القتلى فلا يحصون وغنم سيفالدولةعسكرهم بما فيه.
وفيها توفي الأمير نوح بن نصر الساماني عامل بخارى في جمادىالأولىوأظن أن نوحا هذا من ذرية نوح عامل بخارى في زمن المأمون الذي أهدي إليه طولون والدأحمد وهذا أهداه إلىالخليفة عبد الله المأمون.
وفيها توفي خيثمة بن سليمان بن حيدرةالحافظ أبو الحسن القرشيالأطرابلسي أحد الحفاظ الثقات المشهورين ومولده سنة خمسين ومائتين وقيل غيرذلك وماتفي ذي القعدة من هذه السنة.
وفيها توفي محمد بن العباس بن الوليد القاضي أبوالحسين البغدادي كانفاضلا بارعا مات ببغداد في شوال وكان ثقة صدوقًا.
الذين ذكرالذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أحمد ابنالزاهد أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي وعلي بنالفضل بن إدريس السامري وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعامبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع.
السنة العاشرة من ولاية أنوجور وهي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة:فيها تحرك ابن محتاج صاحب خراسان على ركن الدولة الحسن بن بويه فنجده أخوه معزالدولة بجيش من العراق.
وفيها في المحرم عقد معزالدولة بن بويه إمرة الأمراء لابنه أبيمنصوربختيار.
وفيها دخل محمد بن ماكان الديلمي أحد قواد صاحب خراسان إلى أصبهانفخرج عن أصبهان أبومنصور بن ركن الدولة فتبعه ابن ماكان فأخذ خزائنه وعارضه أبوالفضل بن العميد وزيرركن الدولة ومعه القرامطة فأوقعوا به وأثخنوه بالجراح وأسرواقواده وسار ابن العميد إلى أصبهان.
وفيها وقع وباءعظيم بالري وكان الأميرأبو علي بن محتاج صاحب خراسانقد نزلها فمات في الوباء.
وفيها فلج أبوالحسين علي بن أبي علي بن مقلة وأسكت وله تسع وثلاثونسنة.
وفيها زلزلت مصرزلزلة عظيمة هدمت البيوت ودامت مقدار ثلاث ساعاتزمانية وفزع الناس إلى الله تعالى بالدعاء.
وفيها توفي محمد بن أحمد بن محمد بن جعفرأبو بكربن الحداد الكنانيالمصري الفقيه الشافعي شيخ المصريين ولد يوم وفاة المزني وكان إماما فقيها له وجهفي مذهب الشافعي رضي الله عنه.
وفيها توفي شعلة بن بدرالأمير أبوالعباس الإخشيذي ولي إمرة دمشق منقبل أبي القاسم أنوجوربن الإخشيذ وكان شجاعا بطلاقتل في طبرية في حرب كان بينه وبينمهلهل العقيلي.
وفيها توفي محمد بن يعقوب بن يوسف الحافظ أبو عبد الله الشيبانيالنيسابوري ابن الاخرم ويعرف أبوه بابن الكرماني قال الحاكم كان أبو عبد الله صدرامن أهل الحديث ببلادنا بعد أبي حامد بن الشرقي وكان يحفظ ويفهم وصنف على صحيحالبخاري ومسلم وصنف المسند الكبيروسأله أبوالعباس بن السراج أن يخرج له على صحيحمسلم ففعل ذلك.
وفيها حج الناس من غير أمير.
وفيها توفي محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج الشيخ أبو النضر الاطوسيالزاهد العابد كان يصوم النهار ويقوم الليل ويتصدق بالفاضل من قوته ورحل إلى البلادفي طلب الحديث وسمع الكثير وكان يجزىء الليل ثلاثة أجزاء جزءًا لقراءة القرآنوجزءًا للتصنيف وجزءًا يستريح فيه.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال وفيها توفي أبو الحسينأحمد بن عثمان بن بويان المقرىء وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي وأبوعمرو عثمان بن أحمد الدقاق بن السماك في شهر ربيع الأول وأبو بكربن الحداد الكنانيمحمد بن أحمد شيخ الشافعية بمصر وله نحو ثمانين سنة وأبوالنضر محمد بن محمد بن يوسفالاطوسي الفقيه في شعبان وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ وأبوزكريايحيى بن محمد بن عبد الله العنبري الحافظ المفسر الأديب.
أمر النيل في هذه السنة: السنة الحادية عشرة من ولاية أنوجور وهيسنة خمس وأربعين وثلآثمائة.
فيها أوقع الروم بأهل طرسوس وقتلوا وسبوا وأحرقوا قراها.
وفيها زاد السلطان معز الدولة في إقطاع الوزير أبي محمد المهلبيوعظم قدره عنده.
وفيها خرج روزبهان الديلمي على معزالدولة فسير معزالدولة لقتالهالوزير المهلبي فلما كان المهلبي بقرب الأهواز تسلل رجال المهلبي إلى روزبهانفانحاز المهلبي بمن معه إلى حصن فخرج معزالدولة بنفسه لقتال روزبهان المذكور وآنحدرمعه الخليفة المطيع لله فقاتله حتى ظفر به في المصاف وفيه ضربات وأسر قواده وقدممعز الدولة بغداد وروزبهان بين يديه على جمل ثم غرق .
وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم وآفتتح حصونا وسبى وغنم وعاد إلىحلب ثم أغارت الروم على نواحي ميافارقين.
وفيها توفيت أم المطيع بعلة الاستسقاء وخرج المطيع في جنازتها فيوجوه دولته وعظم عليه مصابها وكانت تسمى مشعلة.
وفيها توفي علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر أبو الحسن القزوينيالحافظ القطان قال الخليلي كان عالما بجميع العلوم والتفسير والفقه والنحو واللغةارتحل وسمع أبا حاتم الرازي وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل بن سيفنة ومحمد بن الفرجالأزرق وخلقا سواهم وانتهت إليه رياسة العلم وعلو السند بتلك الديار ومولدى سنةأربع وخمسين ومائتين وروى عنه خلائق كثيرة قال ابن فارس في بعض أماليه سمعت أباالحسن القطان يقول بعدما علمت سنة كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث وأنا اليوم لاأقوم على حفظ مائة حديث.
وفيها توفي علي بن الحسين بن علي الشيخ الإمام المؤزخ العلامة أبوالحسن المسعودي صاحب التاريخ المسمى ب مروج الذهب " قيل إنه من ذرية ابن مسعودوكان أصله من بغداد ثم أقام بمصر إلى أن مات بها في جمادى الآخرة قاله المسبحي فيتاريخه وكا | |
|