السنة الأولى من ولاية أحمد وهي سنة خمس وخمسين ومائتين
فيها كان آبتداء خروج الزنج وخرج قائدهم بالبصرة فلما خرج أنتسب إلىزيد بن علي وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي أبن الحسينبن علي بن أبي طالب وهذا نسب غير صحيح.
وآنضم عليه معظم أهل البصرة وعظم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل وهزمجيوش الخليفة وآمتدت أيامه إلى أن قتل في سنة سبعين ومائتين بعد أن وفيها كان بينيعقوب بن الليث وطوق بن المغلس وقعة كبيرة.
وفيها عظم أمر ابن وصيف وقبض على حواشي المعتز بالله الخليفة فسألهالمعتز في إطلاق واحد منهم فلم يفعل.
ولا زال أمره يعظم إلى أن خلع المعتز بالله من الخلافة في رجب ثمقتل بعد خلعه بأيام.
وآختفت أم المعتز قبيحة ثم ظهرت فصادرها صالح بن وصيف المذكور وأخذمنها أموالا عظيمة ثم نفاها إلى مكة وكان مما أخذ منها ابن وصيف ألف ألف ديناروثلاتمائة ألف دينار وأخذ منها من الجواهر ما قيمته ألفا ألف دينار.
وكان الجند سألوا المعتز في خمسين ألف دينار ويصطلحون معه ا فسألهاالمعتز في ذلك فقالت: ما عندي شيء.
فلما رأى ابن وصيف هذا المال قال: قبح الله قبيحة عرضت ابنهاللقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا كله.
وفيها بويع المهتدي بالله محمد وكنيته أبو إسحاق وقيل: أبو عبدالله ابن الخليفة الواثق بالله هارون بالخلافة بعد خلع المعتز بالله في ثانيشعبان.
وفيها توفي عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمدالحافظ أبو محمد التميمي الدارمي السمرقندي الإمام المحدث صاحب المسند ومولده سنةمات عبد الله بن المبارك سنة اثنتين وثمانين ومائة وكان من الآئمة الأعلام وقدروينا مسنده المذكور عن الشيخ زين الدين رجب بن يوسف الخيري ومحمد بن أبي الشائبالأنصاري حدثانا أخبرنا أبو إسحاق التنوخي حدثنا أبو العباس الحجار وإسماعيل بنمكتوم وعيسى المطعم إجازة قالوا: أخبرنا ابن الليثي حدثنا أبو الوقت عبد الأول بنأبي عبد الله عيسى بن شعيب بن إسحاق السجزي أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمدالداودي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أخبرنا أبو عمران عيسىبن عمر السمرقندي حد ثنا الدارمي.
وفيها توفي المعتز بالله أمير المؤمنين أبو عبد الله محمد وقيل:إن أسمه الزبير ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر بن الخليفة المعتصم بالله محمدابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة محمد المهدي ابن الخليفة أبي جعفر المنصور بنمحمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي ومولدهسنة آثنتين وثلاثين ومائتين ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه وأمه أم ولد روميةتسمى قبيحة لجمال صورتها من أسماء الأضداد.
لم يقع لخليفة ما وقع عليه من الإهانة لأن الأتراك أمسكوه وضربوهوجروا برجله وأقاموه في الشمس في يوم صائف وهم يلطمون وجهه ويقولون له: اخلع نفسكثم أحضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود حتى خلع نفسه ثم أخذه الأتراك بعد خمسليال من خلعه وأدخلوه الحمام فعطش فمنعوه الماء حتى مات في شعبان سنة خمس وخمسينومائتين وله أربع وعشرون سنة.
وكانت خلافته أربع وفيها توفي الحافظ أبو يحيى صاعقة وأسمه محمد بنعبد الرحيم وله سبعون سنة.
وفيها توفي محمد بن كرام السجستاني.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربع أذرع واثنتا عشرةإصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست أصابع.
السنة الثانية من ولاية أحمد وهي سنة ست وخمسين ومائتين: فيها وثبموسى بن بغا بالأتراك على صالح بن وصيف وطالبوه بقتل المعتز وبمال أمه قبيحة ووقعبينهم حروب قتل فيها صالح بن وصيف المذكور ثم خلعوا الخليفة المهتدي فقاتلهم حتىظفروا به وقتلوه وبايعوا المعتمد بالخلافة.
وفيها آستعمل الخليفة أخاه الموفق طلحة على المشرق وصير أبنه جعفرولي عهده! وولاه مصر والمغرب ولقبه المفوض إلى الله.
وأنهمك المعتمد في اللهو واللذات واشتغل عن الرعية فكرهه الناسوأحبوا أخاه الموفق طلحة فغلب على الأمر حتى صار المعتمد معه كالمحجور عليه على ماسيأتي ذكره.
أوحد زمانه في علوم الحقائق وهو من كبار أصحاب سري السقطي وهو أولمن عقدت له الحلقة ببغداد.
وفيها توفي الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد اللهبن الزبير بن العوام أبو عبد الله الأسدي الإمام العلامة صاحب كتاب النسب.
كان عالما بالأنساب وأيام الناس ولي قضاء مكة وقدم بغداد وحدثبها.
وفيها كان قتل صالح بن وصيف التركي أحد قواد المتوكل كان قد استطالعلى الخلفاء وقتل المعتز وصادر أمه قبيحة حسبما تقدم ذكره.
وفيها توفي الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بنإبراهيم بن المغيرة بن يردز به البخاري الجعفي مولاهم وكان المغيرة مجوسيا فأسلمعلى يد يمان البخاري الجعفي.
والبخاري هذا هو صاحب الصحيح مولده يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت منشوال سنة أربع وتسعين ومائة ومات ليلة عيد الفطر بقرية خرتنك بالقرب من بخارى وقدسمعت صحيحه أتفوت على سيدنا شيخ الإسلام جلال الدين عبد الرحمن ألب لقيني الشافعيرضي الله عنه أنبأنا والدي شيخ الإسلام أنبأنا جمال الدين عبد الرحيم بن شاهد الجيشأنبأنا إسماعيل بن عبد القوي بن عزون وأحمد بن علي بن يوسف وعثمان بن عبد الرحمن بنرشيق سماعا عليهم عن هبة الله بن علي البوصيري ومحمد بن أحمد بن حامد أل ارتاحيالأول عن محمد بن بركات والثانيعن علي بن الحسين بن عمر الفراء عن كريمة ابنة أحمدالمروية عن محمد بن مكي الكشميهني عن محمد بن يوسف الفربري عن الإمام البخاريوأخبرني به الشيخ الأوحد أبو عبد الله محمد بن عبد الكافي السويفي سماعًا عليهلجميعه أنبأنا شمس الدين محمد بن علي بن الخشاب سماعا عليه لجميعه أنبأنا شيخان أبوالعباس أحمد بن أبي طالب بن الشحنة الحجار وأم محمد وزيرة بنت عمر التنوخية قالاأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن أبيعبد الله عيسى السجزي أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي أنبأنا أبومحمد عبد الله بن أحمد السرخسي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري أنبأناالإمام البخاري رضي الله عنه.
وفيها توفي أمير المؤمنين المهتدي بالله محمد ابن الخليفة هارونالواثق ابن الخليفة محمد المعتصم ابن الخليفة الرشيد هارون الهاشمي العباسي وكانصالحا عابدا يسرد الصوم متقشفا لم يل الخلافة بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز أصلح منه غير أنه لم يجد من ينصره وحاربته الأتراك وخلعوه وداسوا خصيتهوصفعوه حتى مات في منتصف شهر رجب فكانت خلافته سنة إلا خمسة عشر يومًا وأمه أم ولدرومية تسمى قرب.
قال الخطيب أبو بكر: لم يزل صائما منذ ولي الخلافة إلى أن قتل ولهنحو أربعين سنة وفيها توفي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمةالزهري.
وفيها توفي علي بن المنذر الطريقي.
وفيها توفي محمد بن أبي عبد الرحمن.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربع أذرع واثنتان وعشرونإصبعًا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وعشرون إصبعًا.
السنة الثالثة من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهي سنة سبع وخمسينومائتين فيها دخل الزنج البصرة وأباحوها وبذلوا فيها السيف فحاربهم سعيد الحاجبوأستخلص منهم كثيرا مما كانوا أسروه وفيها عقد الخليفة المعتمد لأخيه أبي أحمدالموفق على الكوفة والحجاز والحرمين واليمن وبغداد وواسط والبصرة والأهواز وفارسوما وراء النهر وفيها قتل ميخائيل بن توفيل ملك الروم قتله باسيل الصقلبي وكانميخائيل قد ملك أربعا وعشرين سنة وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق بن الحسن بن سهلبن العباس العباسي وفيها توفي الحسن بن عبد العزيز الحافظ أبو علي الجذامي المصريقدم بغداد وحدث بها قال الدار قطني: لم أر مثله فضلا وزهدا ودينا وورعا وثقة وصدقعبارة وفيها توفي سليمان بن معبد أبو داود النحوي المروزي.
رحل في طلب العلم إلى العراق والحجاز واليمن والشام ومصر وقدم بغدادوذاكر الجاحظ ومات بها في ذي الحجة.
وفيها توفي شهيدا بأيدي الزنج العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشيالنحوي البصري مولى محمد بن سليمان العباسي رحل في طلب العلم وكان من النحو واللغةوالفقه والأدب والفضل بالمحل الأعلى وكان من الثقات الحفاظ ***أ كتاب سيبويه علىالمازني فكان المازني يقول: يقرأ علي كتاب سيبويه وهو أعلم به مني.
وفيها توفيت فضل الشاعرة كانت من مولدات اليمامة وكذا أمها وبهاولدت فرباها بعض الفضلاء وباعها فاشتراها محمد بن الفرج الرخجي وأهداها إلى المتوكلولم يكن في زمانها أفصح منها ولا أشعر.
وفيها توفي شهيدا بأيدي الزنج زيد بن أخزم بمعجمتين الطائيالحافظ.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وست عشرةإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثماني عشرة السنة الرابعة من ولايةأحمد بن طولون على مصر وهي سنة ثمان وخمسين ومائتين فيها عقد المعتمد على اللهلأخيه الموفق طلحة على حرب الزنج فندب إليهم الموفق منصورا فكانت وقعة بين منصور بنجعفر بن دينار وبين يحيى فانهزم عن منصور عسكره وساق وراءه يحيى فضرب عنقه وآستباحتالزنج عسكره فلما وصل الموفق إلى نهر معقل انهزم جيش الخبيث رأس الزنج ثم تراجعواوقاتلوا جيش الموفق حتى هزموه وانحاز الموفق وهم بالهروب ثم تراجع وواقعهم حتىانتصر عليهم وأسر طاغيتهم يحيى المذكور وقتل عامة أصحابه وبعث بيحيى إلى المعتمدفضربه ثم طوف به ثم ذبحه.
وفيها وقع الوباء العظيم بالعراق ومات خلق لا يحصون حتى مات غالبعسكر الموفق فلما وقع ذلك كثر الزنج على الموفق وواقعوه ثانيا أشد من الأول.
ثم هزمهم الله ثانيًا.
وفيها كانت زلازل هائلة سقطت منها المنازل ومات خلق كثير تحتالردم.
وفيها كانت واقعة ثالثة بين الزنج والموفق كانوا فيها متكافئين.
وفيها توفي أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي الأصبهاني.
كان أحد الأئمة الثقات.
وفيها توفي أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان البصري الحافظ سكنبغداد وحدث بها عن جده وغيره وروى عنه المحاملي وغيره.
وفيها توفي جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبدالله بن العباس الهاشمي العباسي.
كان يقال له قاضي الثغور وولي القضاء بسر من رأى وحدث عن أبي عاصمالنبيل وغيره قال أبو زرعة الرازي: كنت إذا رأيته هبته وأقول: هذا يصلحللخلافة.
وفيها توفي محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس أبو عبد اللهالنيسابوري الذهلي مولاهم كان حافظ عصره وإمام الحديث بنيسابور وصاحب الواقعة معالبخاري صاحب الصحيح.
كان أحد الأئمة الحفاظ المتقنين كان الإمام أحمد بن حنبل يثني عليهوينشر فضله ويقول: هو إمام السنة بنيسابور.
وفيها توفي معاوية بن صالح أب وعمرو الحضرمي الحمصي قاضي الأندلسأصله من أهل مصر كان إمامًا عالمًا فاضلا محدثا كبير الشأن.
وفيها توفي يحيى بن معاذ بن جعفر أبو زكريا الرازي الواعظ أحدالزهاد أوحد وقته في علوم الحقائق وكانوا ثلاثة إخوة: يحيى وإسماعيل وإبراهيم كانإسماعيل أكبرهم ويحيى الأوسط.
وفيها توفي يحيى الجلاء.
كان من الزهاد وصحب بشرا الحافي ومعروفًا الكرخي وسريا السقطي.
قال أحمد بن حنبلي: قلت لذي النون: لم سمي بابن الجلاء.
فقال: سميناه بذلك لأنه إذا تكلم جلا قلوبنا.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربع أذرع وخمس أصابعونصف.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس أصابع ونصف.
السنة الخامسة من ولاية أحمد وهي سنة تسع وخمسين ومائتين: فيهاكان أيضًا بين الموفق وبين الزنج مقتلة عظيمة ثم كان بين موسى ابن بغا وبين الزنجأيضًا مقتلة عظيمة وقتل فيها خلق من الطائفتين.
وفيها كانت وقعة بين الروم وبين أحمدبن محمد القابوسي على ملطيةوشمشاط ونصر الله المسلمين.
وفيها ولد عبيد الله الملقب بالمهدي والد الخلفاء الفاطميين.
وفيها توفي الحسين بن عبد السلام أبو عبد الله المصري المعروفبالجمل الشاعر المشهور كان يصحب الشافعي رضي الله عنه.
وفيها توفي محمد بن عمرو بن يونس أبو جعفر الثعلبي ويعرف أيضًابالسوس الزاهد العابد مات وقد بلغ من العمر مائة سنة.
وفيها توفي محمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع أبوالحسن القرشي الدمشقي الحافظ العالم المحدث مصنف كتاب الطبقات.
وفيها توفي الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي ألج رجانيالعالم المشهور.
وفيها توفي أيضًا أحمد بن إسماعيل السهمي.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمس أذرع سواء.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وخمس أصابع ونصف.
السنة السادسة من ولاية أحمد وهي سنة ستين ومائتين: فيها كانالغلاء المفرط بالحجاز والعراق حتى بلغ الكر من الحنطة ببغداد مائة وخمسيندينارًا.
وفيها أغارت الأعراب على حمص فخرج أميرهم منخور التركي لحربهمفقتلوه وتولى بعده حمص بكتمر التركي المعتمدي.
وفيها أخذت الروم لؤلؤة.
وفيها أيضًا كانت وقعات عديدة بين عساكر الموفق وبين الزنج وقتلتالزنج علي بن يزيد العلوي صاحب الكوفة.
وفيها توفي إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الحافظ أبو إسحاق الجرجانيالمقدم ذكره في الماضية على الصحيح في هذه السنة كان يسكن دمشق ويحدث على المنبروكان من الأئمة الحفاظ إلا أنه كان منحرفا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفيها توفي أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن مسافر كان يسكن الرملة وحدثبها وبمصر ودمشق وكان زعر الخلق.
وفيها توفي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بنعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويقال له العسكري كنيته أبو محمد وهو أحد الأئمةالا ثني عشر المعدود ين عند الرافضة.
ومولده سنة إحدى وثلاثين ومائتين بسر من رأى وأمه أم ولد.
وفيها توفي الحسن الفلاس العابد الزاهد كان يتقوت من قمام المزابلصحبه بشر الحافي وسري السقطي ومعروف الكرخي وأنتفع به بشر الحافي.
وفيها توفي الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني أصله من قريةبالعراق يقال لها الزعفرانية وهوصاحب الإمام الشافعي الذي قرأ عليه كتاب الأم وروىعنه أقواله القديمة.
وفيها توفي مالك بن طوق بن غياث التغلبي صاحب الرحبةة كان أحدالأجواد ولي إمرة دمشق والأردن.
وفيها توفي محمد بن مسلم بن عبد الرحمن أبو بكر القنطري.
كان ينزل قنطرة البردان ببغداد فنسب إليها وكان يشبه في الزهدوالورع ببشر الحافي.
أمر النيل في هذه! السنة: الماء القديم أربع أذرع وأربع أصابعونصف.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإحدى عشرة إصبعًا.
السنة السابعة من ولاية أحمد وهي سنة إحدى وستين ومائتين: فيهاولى الخليفة المعتمد أبا الساج إمرة الأهواز وحرب صاحب الزنج فكان بينه وبين الزنجوفيها بايع المعتمد بولاية العهد بعده لابنه المفوض جعفر المذكور قبل تاريخه أيضًاوولاه المغرب والشام والجزيرة وأرمينية وضم إليه موسى بن بغا وولى أخاه الموفقالعهد بعد أبنه المفوض وولاه المشرق والعراق وبغداد والحجاز واليمن وفارس و أصبهانوالري وخراسان وطبرستان وسجستان والسند وضم إليه مسرورا البلخي وعقد لكل واحد منهمالواءين: أبيض وأسود وشرط إن حدث به حدث الموت أن الأمريكون لأخيه الموفق إن لميكن آبنه المفوض جعفر قد بلغ وكتب العهد وأرسله مع قاضي القضاة الحسن بن أبيالشوارب ليعلقه في الكعبة.
وفيها توفي الحافظ مسلم بن الحجاج بن مسلم الإمام الحافظ الحجة أبوالحسين النيسابوري صاحب الصحيح ولد سنة أربع ومائتين.
قال الحسين بن محمد الماسرجسي: سمعت أبي يقول سمعت مسلما يقول:صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
وقال أحمد بن سلمة: كنت مع مسلم في تأليف صحيحه اثنتي عشرة سنةقال: وهو آثنا عشر ألف حديث يعني بالمكرر.
قلت: مات يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من شهر رجب.
وقد روينا صحيحه عن أبي ذر الحنبلي أنبأنا محمد بن إبراهيم البيانيسماعا أنبأنا أبو الفداء إسماعيل وعلي بن مسعود بن نفيس قالا أنبأنا إبراهيم بن عمربن مضر وأحمد بن عبد الدائم قال ابن مضر أنبأنا منصور وقال ابن عبد الدائم أنبأنامحمد بن علي بن صدقة الحراني أنبأنا صدر الدين البكري قال البكري أنبأنا المؤيد بنمحمد بن علي الطوسي قال ابن عساكر إجازة قال الفراوي وهو فقيه الحرم قال أنبأناالفارسي أنبأنا الجلودي أنبأنا ابن سفيان أنبأنا مسلم.
وفيها توفي الحسن بن محمد بن عبد الملك أبو محمد القاضي الأمويويعرف بابن أبي الشوارب كان فقيها عالما فاضلا جوادا ذا مروءة ولي القضاء سنينعديدة.
وفيها توفي الشيخ الإمام المعتقد أبو يزيد البسطامي واسمه طيفور بنعيسى بن شروسان وكان شروسان مجوسيا وكان لعيسى ثلاثة أولاد: آدم وهو أكبرهموطيفور هذا وهو أوسطهم وعلي وكان الثلاثة زهادا عبادا.
وكان طيفور أفضل أهل زمانه وأجلهم محلا.
كان له لسان في المعارف والتدقيق وكان صاحب أحوال ***امات وقد شاعذكره شرقًا وغربًا.
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن يزداد أبو صالح الكاتب المروزي وزرأبوه للمأمون ووزر هو للمستعين والمهتدي وكان أديبًا شاعرًا فاضلًا جوادًاممدحًا.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرةإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وخمس أصابع ونصف.
وهي سنة اثنتين وستين ومائتين: فيها ولي قضاء سر من رأى علي بنالحسن بن أبي الشوارب عوضًا عن أبيه.
وولي قضاء بغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي.
وفيها آشتغل المعتمد بقتال يعقوب بن الليث الصفار فبعث كبير الزنجعسكره إلى البطيحة فنهبها وأفسد العسكر بها وأسروا وقتلوا.
وفيها تعرض رجل لامرأة ببغداد وغصبها بمكان وهي تصيح: اتق اللهوهولا يلتفت فقالت: "قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بينعبادك" الآية 46 الزمر.
ثم رفعت رأسها إلى السماء وقالت: اللهم إنه قد ظلمني فخذه إليكفوقع الرجل ميتا.
قال ابن عون الفرائضي: فأنا والله رأيت الرجل ميتا فحمل على نعشوالناس يهللون ويكبرون.
وفيها غلب يعقوب بن الليث الصفار على فارس وهرب عامل المعتمد إلى الأهواز.
وفيها توفي خالد بن يزيد أبو الهيثم التميمي الخراساني الكاتب أحدكتاب الجيش ببغداد.
كان فاضلًا شاعرًا.
وفيها توفي سعد بن يزيد أبو محمد البزاز كان إمامًا فاضلًا شاعرًاحافظًا وفيها توفي عبد الله بن الفقير المروزي المعتقد كان من الأبدال كان مقيمًابقزوين فإذا كان يوم الجمعة قد سلك مسافة بعيدة وكان يمشي على الماء ويقف لهبحرجيحون وكان يتقوت بالمباحات.
وفيها توفي يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور أبو يوسف الحافظالسدوسي البصري كان إماما حافظا فقيها عالما صنف المسند معللا إلا أنه لم يتمه وكانيتفقه على مذهب مالك وسمع منه يزيد بن هارون وغيره.
وكان ثقة إلا أنه كان يقول بالوقف فى القران فهجره الناس.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرةإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثماني عشرة إصبعًا.
السنة التاسعة من ولاية أحمد وهي سنة ثلاث وستين ومائتين: فيهاسار يعقوب بن الليث الصفار إلى الأهواز وأسر الأمير ابن واصل واستولى على وفيهااستوزر الخليفة المعتمد الحسن بن مخلد بعد موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فلما قدمموسى بن بغا إلى سامرا هرب الحسن المذكور فآستوزر مكانه سليمان بن وهب في فيالحجة.
وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق الذي حج بهم في الماضية.
وفيها توفي الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان بن عرطوج أبو الحسينالتركي الوزير.
وسبب موته أنه دخل ميدانا في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذيالقعدة ليضرب الصوالجة وركب ولعث فصدمه خادمه رشيق فسقط عن دابته ميتا.
وفيها توفي محمد بن محمد بن عيسى أبو الحسن البغدادي ويعرف بآبن أبيالورد كان من الزهاد والورعين.
وفيها توفي الإمام الحافظ محمد بن علي بن ميمون الرقي العطار إمامأهل الجزيرة وفي التهذيب: توفي سنة ثمان وستين.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرةإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعًا.
وهي سنة أربع وستين ومائتين: فيها في المحرم خرج أبو أحمد الموفقومعه موسى بن بغا إلى قتال الزنج فلما نزلا بغداد مات موسى بن بغا فحمل إلى سامراودفن بها.
وفيها في شهر ربيع الأول توفيت قبيحة أم الخليفة المعتز بسامرا وكانالخليفة المعتمد قد أعادها من مكة إلى سامرا وأكرمها وكانت أم ولد للمتوكل روميةوكانت فائقة في الجمال فسميت قبيحة من أسماء الأضداد وقد تقدم ذكر مصادرتها من قبلصالح بن وصيف وما أخذ منها من الذهب والجواهر.
وفيها توفي عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ الحافظ أبوزرعة الرازي مولى عياش بن مطرف القرشي ولد سنة مائتين بالري وكان إماما حافظا ثقةصدوقا وهو أحد الأئمة المشهورين الرحالين لطلب الحديث.
قدم بغداد وحدث بها غير مرة وجالس الإمام أحمد بن حنبل وكان يحبهويثني عليه.
وفيها توفي إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم الفقيه أبوإبراهيم المزني المصري صاحب الشافعي روى عنه وعن غيره وروى عنه أبو بكر بن خزيمةوالطحاوي وغيرهما وهو أحد الأئمة المشهورين وتفقه به جماعة وصنف التصانيف منها:الجامع الكبير والجامع الصغير ومختص! المختصر ولما قدم القاضي بكاربن قتيبة علىقضاء مصر وهو حنفي اجتمع به المزني فسأله رجل من أصحاب بكار وقال: قد جاء فيالأحاديث تحريم النبيذ وتحليله فلم قدمتم التحريم على التحليل فقال المزني: لميذهب أحد إلى تحريم النبيذ في الجاهلية ثم حلل لنا ووقع الاتفاق على أنه كان حلالافحرم فهذا يعضد أحاديث التحريم.
فآستحسن القاضي بكار ذلك منه.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ثماني أذرع واثنتا عشرةإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون إصبعًا.
السنة الحادية عشرة من ولاية أحمد وهي سنة خمس وستين ومائتين:فيها خرج صاحب الترجمة أحمد بن طولون من مصر إلى الشام في المحرم وتوجه إلى أنطاكيةوحصر بها صاحبها سيما الطويل ولم يزل! مقيمًا عليها بآلات الحصار إلى أن أخذأنطاكية وقتل سيما الطويل المذكور ثم عاد إلى مصر.
وفيها أمر الموفق بحبس سليمان بن وهب وأبنه عبد الله فحبسا وأخذأموالهما وعقارهما ثم صلحا على تسعمائة ألف دينار.
وفيها استوزر الخليفة المعتمد إسماعيل بن بلبل.
وفيها مات يعقوب بن الليث الصفار بالأهواز وخلفه أخوه عمرو بن الليثفكتب عمرو بن الليث إلى المعتمد بأنه سامع مطيع.
وفيها بعث ملك الروم بعبد الله بن رشيد بن كآس الني كان عامل الثغوروأسره الروم إلى أحمد بن طولون مع عدة إساري.
.
وفيها خرج العباس بن أحمد بن طولون إلى برقة مخالفًا لأبيه وكانأبوه قد استخلفه على مصر لما توجه إلى حصار سيما الطويل بإنطاكية وأخذ معه العباسما في بيت مال مصر من الأموال وما كان لأبيه من الآلات وغيرها وتوجه إلى برقة فوجهأبوه أحمد بن طولون خلفه جيشا فقاتلوه حتى ظفروا به وأحضروه إلى أبيه فحبسه وقتلجماعة من القواد الذين كانوا معه.
وفيها دخل الزنج العمانية فأحرقوا سوقها وأكثر منازل أهلها وقتلواوسبوا.
وفيها ولى الموفق عمرو بن الليث الصفار هراسان ***مان وفارس وآبهانوسجستان.
وفيها توفي إبراهيم بن هانىء الحافظ أبو إسحاق النيسابوري كان أحدأئمة الحديث الرحالة واختفى أحمد بن حنبل في داره أيام المحنة.
وفيها توفي سعدان بن نصر بن منصور أبو عثمان الثقفي البزاز! ولدسنة اثنتين وسبعين ومائة وسمع سفيان بن عيينة وغيره وكان أديبا شاعرا مات فى ذيالحجة.
.
وفيها توفي صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل أبوالفضل الشيباني ولد سنةثلاث وثلاثين ومائتين في ربيع الأخر وولي قضاء أصبهان وكان صدوقًا كريمًا جوادًاورعًا.
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن أيوب أبو محمد الزاهد الورع سئلقضاء بغداد فامتنع.
وفيها توفي علي بن الموفق العابد كان صاحب كرامات وأحوال وكان محدثاثقة صدوقًا.
وفيها توفي عمرو بن مسلم الشيخ المعتقد أبو حفص النيسابوري.
كان من الأبدال مجاب الدعوة مات في شهر ربيع الأول.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمس أذرع وإحدى وعشرونإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا.
وهي سنة ست وستين ومائتين: فيها دخل علي بن أبان مقدم الزنجالأهواز فقاتله أغرتمش التركي فانتصر الخبيث على أغرتمش المذكور وقتل ونهب وبعثبرؤوس القتلى ونصبها على سور مدينته.
وفيها وثب الأعراب على الحجاج وأخذوا الكسوة وصار بعضه إلى صاحبالزنج وأصاب الحج شدة عظيمة.
وفيها دخل أصحاب الزنج رامهرمز وآستباحوها.
وفيها كانت بين الأكراد والزنج وقعة ظهر فيها الزنج في الأول ثم كانالنصر للأكراد على الزنج وأعمل فيهم السيف ولله الحمد والمنة.
وفيها توفي محمد بن شجاع الحافظ أبو عبد الله الثلجي البغداديالفقيه الحنفي أحد الأعلام قرأ القرآن على اليزيدي وروى الحروف عن يحيى بن آدموتفقه على الحسن بن زياد اللؤلؤي وغيره وصار إمام عصره وبه تخرج غالب علماء عصره.
وفيها توفي حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق العالم المشهور.
وفيها توفي محمد بن عبد الملك الدقيقي.
أمر النيل في هذه السنة:
السنة الثالثة عشرة من ولاية أحمد
وهي سنة سبع وستين ومائتين: فيها دخلت الزنج واسطا واستباحرهاوأحرقوا فيها فجهز الموفق ابنه أبا العباس لحربهم في جيش عظيم فكانت بينه وبينهموقعة عظيمة انهزم فيها الزنج وقتل أبو العباس فيهم مقتلة عظيمة وأسر جماعة وفرقهموغرق مراكبهم في الماء فكان ذلك أول نصر المسلمين على الزنج ثم كان بعد ذلك فيهذه! السنة أيضًا عدة وقائع بين الزنج وبينه والجميع ينتصر فيها أبو العباس بنالموفق وفيها بنى الموفق مدينة بإزاء مدينة صاحب الزنج وسماها الموفقية.
وفيها وثب صاحب الترجمة أحمد بن طولون على أحمد أبن محمد بن المدبروكان أحمد بن محمد بن المدبر متولي خراج دمشق والأردن وفلسطين وحبسه وأخذ أمواله ثمصالحه على ستمائة ألف د ينار.
وفيها حج بالناس هارون بن محمد بن إسحاق العباسي.
وفيها توفي علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الهلالي النيسابوريالدرابجردي ودرابجرد محلة بنيسابور كان من أكابر علماء نيسابور وابن عالمهم ولهمسجد بدرابجرد يقصد للزيارة وقيل: فاضلًا وجد في مسجده ميتا بعد أسبوع ولم يعلموابه وقيل: أكله الذئب.
وفيها توفي محمد بن حماد بن بكر المقرىء صاحب خلف بن هشام كان أحدالقراء المجودين وعباد الله الصالحين.
وفيها توفي شهيدا يحيى بن محمد بن يحيى أبو زكرياء الذهلي إمام أهلنيسابور في الفتوى والرياسة وكان يتفقه على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة وهو ابنصاحب الواقعة مع محمد بن إسماعيل البخاري.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم ست أذرع وتسع أصابع ونصف.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وأربع عشرة إصبعًا.
السنة الرابعة عشرة من ولاية أحمد وهي سنة ثمان وستين ومائتين:فيها غزا خلف الفرغاني التركي نائب أحمد بن طولون ثغور الشام فقتل من الروم بضعةعشر ألفا وغنم حتى بلغ السهم أربعين دينارًا.
وفيها أظهر لؤلؤ الخلاف على أحمد بن طولون وكاتب الموفق بالقدومعليه.
ولؤلؤ المذكور من موالي أحمد بن طولون.
وفيها توفي أحمد بن سياربن أيوب الحافظ أبو الحسن المروز في مام أهلالحديث بمرو كان جمع بين الحديث والفقه والورع والزهد وكان يقاس بعبد الله بنالمبارك وقد روى عنه أئمة خراسان: البخاري وغيره.
وأخرج له النسائي وآتفقوا على صدقه وثقته.
وفيها توفي أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بنمالك الأنصاري كان إماما حافظا روى عنه عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل وغيره.
وفيها توفي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبو عبد الله فقيه أهلمصر ومحدثهم ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة ومات بمصر في ذي القعدق وصلى عليه القاضيبكار وكان يعرف بصاحب الشافعي لأنه أسند عنه وكان مالكي المذهب وآمتحن بعد أن حملإلى بغداد فثبت على السنة.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم خمس أذرع وخمس عشرةإصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست عشرة إصبعًا.
وهي سنة تسع وستين ومائتين: فيها قطعت الأعراب الطريق على أقافلةمن الحاج وأخذت خمسمائة جمل بأحمالها.
وفيها وثب خلف الفرغاني التركي عامل أحمد بن طولون على يا زمان خادمالفتح بن خاقان وحبسه بالثغور فخلصه الجند وهموا بقتل خلف فهرب إلى دمشق فاتفقواولعنوا أحمد بن طولون على المنابر.
فبلغ ابن طولون فسار من مصر حتى نزل آذنة وقد تحصن بها يازمانالمذكور فأقام آبن طولون مدة على حصاره فلم ينل منها طائلا فعاد إلى دمشق.
وفيها آستولى الموفق على مدينة صاحب الزنج ودخلها عنوة.
وفيها توفي أحمد بن عبد الله بن القاسم الحافظ أبو بكر الوراق علىالصحيح حدث عن عبد الله بن معاذ العنبري وغيره وروى عنه أبو سعيد ابن الأعرابيوغيره.
وفيها توفي الحسن بن مخلد بن الجراح أبو محمد الكاتب الوزير ولد سنةتسع ومائتين وكان يتولى ديوان الضياع للمتوكل جعفر وآستوزره المعتمد.
وفيها توفي خالد بن أحمد بن عمرو الأمير أبو الهيثم الذهلي ولي إمرةمرو وهراة وبخارى وغيرها وكان من أهل السنة وله أيام مشهورة وأمور مجموعة.
قال ابن قزأوغلي في تاريخه: وهو النيى نفى البخاري عن بخارى لماقال: الفظي بالقرآن مخلوق وكان يحب العلماء والحديث أنفق في طلب الحديث والعلمألف ألف درهم.
وفيها توفي عيسى بن الشيخ بن ال! ليل أبو موسى الذهلي الشيبانيكان غلب على دمشق أيام المهتدي وأول أيام المعتمد.
وفيها توفي محمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي البغدادي أستاذالبغداديين وهو أول من تكلم في هذه المذاهب: من صفاء الذكر وجمع الهم والمحبةوالعشق والأنس لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رؤوس المنابر ببغداد أحد كان عالمابالقراءات وجالى الإمام أحمد بن حنبل وكان الإمام أحمد إذا جرى في مسألة شيء منكلام القوم يلتفت إليه ويقول: ماتقول في هف! المسألة يا صوفي.
وصحب سريا السرقطي والجنيد وحسنا المسوحي وكيرهم.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربع أذرع وست عشرةإصبعًا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وعشرون إصبعًا.
السنة السادسة عشرة من ولاية أحمد وهي سنة سبعين ومائتين أعني التيمات فيها أحمد بن طولون المذكور: فيها كانت أيضًا وقائع بين الموفق طلحة وبينصاحب الزنج قتل في آخرها صاحب الزنج علي لعنه الله تعالى.
وفيها أنشق ببغداد في الجانب الغربي شق من نهرعيسى فجاء الماء إلىالكرخ فهدم سبعة آلاف دار.
وفيها ظهر أحمد بن عبد الله بن إبراهيم العلوي بصعيد مصر وتبعه خلقكثير فجهز إليه أحمد بن طولون جيشًا فكانت بينهم حروب حتى ظفر أصحاب آبن طولون بهفحملوه إليه فقتله ومات بعده بيسير.
وفيها بنى أحمد بن طولون على قبر معاوية بن أبي سفيان أربعة أروقةورتب عند القبر أناسا يقرؤون القران ويوقدون الشموع عند القبر.
وفيها توفي إسماعيل بن عبد الله بن ميمون بن عبد الحميد بن أبيالرجال الحافظ أبو نصر العجلي.
سمع خلقا كثيرا وروى عنه غير واحد وكان ثقة شاعرا فصيحا ومات ولهأربع وثمانون سنة.
وفيها توفي القاضي بكاربن قتيبة بن عبد الله وقيل: قتيبة بن أسدبن أبي بردعة بن عبيد الله بن بشيربن عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي مولى رسول اللهصلى الله عليه وسلم.
وكنية القاضي بكار هذا أبو بكرة القاضي البصري الحنفي.
ولد بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وهو أحد الأئمة الأعلام كان عالمًا فقيهًا محدثًا صالحًا ورعا عفيفاثقة مات وهو أعلم زمانه بالديار المصرية.
وفيها توفي داودبن علي بن خلف أبو سليمان الظاهري صاحب مذهبالظاهرية المعروف بداود الظاهري وهوأول من نفى القياس في الأحكام الشرعية وتمسكبظواهر النصوص وأصله من أصبهان وسمع الكثير ولقي لشيوخ وتبعه خاق كثير وقدم بغدادوصنف بها الكتب وتوفي بها في رمضان وقيل: في ذي القعده.
وفيها توفي الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل أبو محمدالمراثي الفقيه صاحب الشافعي رضي الله عنه نقل عنه معظم أقاويله وكان فقيها فاضلاثقة دينا مات بمصر في شوال وصلى عليه صاحب مصر خمارويه بن أحمد بن طولون.
وفيها توفي عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري العنبري الكوفيكان محدثًا فاضلًا قدم بغداد وحدث بها.
وفيها توفي علي بن محمد صاحب الرنج وقائدهم وقيل: اسمه نهيود وهوصاحب الوقائع المقدم ذكرها مع الموفق وعساكره وكانت مدة إقامته أربع عشرة سنةوأربعة أشهر وعشرة أيام ولقي الناس منه في هذه المدة شدائد قال الصولي: قتل منالمسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف مابين شيخ وشاب وذكر وأنثى وقتل في يوم واحد بالبصرةثلاثمائة ألف.
وكان له منبر في مدينته يصعد عليه ويسب عثمان وعليا ومعاوية وطلحةوالزبير وعائشة رضي الله عنهم وهذا هو رأي الخوارج الأزارقة لعنة الله عليهمواستراح المسلمون بموته كثيرا ولله الحمد.
وفيها توفي الفضل بن عباس بن موسى الأستراباذي.
سمع أبا نعيم وروى عنه أبو نعيم عبدالملك بن علي كان فقيهًا فاضلًامقبول القول عند الخاص والعام.
وفيها توفي محمد أبن إسحاق بن جعفر الحافظ أبو بكر الصغاني رحل فيطلب الحديث وسمع الكثير ولقي الشيوخ وكتبوا عنه.
وفيها توفي محمد بن الحسين بن المبارك أبو جعفر ويعرف بالأعرابي.
روى عنه ابن صاعد وغيره.
وفيها توفي محمد بن مسلم بن عثمان الرازي ويعرف بآبن وارة.
كان أحد الحفاظ الرحالين والعلماء المتقنين مع الدين والورعوالزهد.
وفيها توفي نصربن الليث بن سعد أبومنصور البغدادي الوراق أخرج لهالخطيب حديثا يرفعه إلى عثمان بن عفان.
أمر النيل في هذه السنة: ولاية خمارويه هو خمارويه وقيل خمار بنأحمد بن طولون التركي السامري المولد المصري الدار والوفاة تقدم التعريف بأصله فيترجمة أبيه أحمد بن طولون الأمير أبو الجيش خمارويه.
ملك مصر والشأم والثغور بعد موت أبيه بمبايعة الجند له في يوم الأحدالعاشر من ذي القعده سنة سبعين ومائتين.
وعندما ولي إمرة مصر أمر بقتل أخيه العباس الذي كان في حبس أبيهأحمد بن طولون لامتناع العباس من مبايعة خمارويه هذا فقتل.
وأم خمارويه أم ولد يقال لها مياس ولد بسرمن رأى في سنة خمس وخمسينومائتين.
وأول ما ملك مصر عقد لأبي عبد الله أحمد بن محمد الواسطي على جيشإلى الشام لست خلون من ذي الحجة سنة سبعين ومائتين المذكورة وعقد لسعد الأيسر علىجيش آخر وبعث بمراكب في البحر لتقيم بالسواحل الشامية فنزل الواسطي فلسطين وهو خائفمن خمارويه أن يوقع به لأنه كان أشار عليه بقتل أخيه العباس فكتب الواسطي إلى أبيأحمد الموفق يصغر أمر خمارويه عنده ويحرضه على المسير إلى قتاله فأقبل ابن الموفقمن بغداد وقد انضم إليه إسحاق بن كنداج ومحمد بن ديوداد أبي السياج ونزل الرقةفتسلم قنسرين والعواصم وكان خمارويه جميع الشام والثغور داخلة في سلطانه ثم سار آبنالموفق حتى قاتل أصحاب خمارويه وهزمهم ودخل دمشق فخرج خمارويه في جيش عظيم لعشرخلون من صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين فالتقى مع آبن الموفق بنهر أبي فطرس "المعروف بالطواحين من أرض فلسطين فاقتتلا فانهزم أصحاب خمارويه وكان خمارويه فيسبعين ألفًا وآبن الموفق في نحو أربعة آلاف وآحتوى على عسكر خمارويه بما فيه.
ومضى خمارويه عائدًا إلى مصر مهزوما فخرج كمين كان له مع سعد الأيسرولم يعلم سعد أن خمارويه انهزم فحارب سعد الأيسر ابن الموفق حتى هزمه وأزاله عنعسكره آثني عشر ميلا.
ورجع أبو العباس إلى دمشق فلم تفتح له .
ثم مضى سعد الأيسر مع الواسطي إلى دمشق وطمع في البلاد الشاميةوآستخف بخمارويه وغيره ثم استولى على دمشق.
ووصل خمارويه إلى مصر في ثالث شهر ربيع الأؤل من السنة ولم يعلم ماوقع لسعد الأيسر فلما بلغه خبره خرج ثانيا إلى دمشق لسبع بقين من شهر رمضان منالسنة فوصل إلى فلسطين ثم عاد بعساكره من غير حرب لأمور وقعت في ثامن عشر شوالواستمر بمصر إلى أن خرج ثالثا إلى الشام في ذي القعدة سنة آثنتين وسبعين ومائتينوقد خرج سعد الأيسر عن طاعته من يوم الواقعة فقاتل سعدا الأيسر المذكور وهزمه وظفربه وقتله ودخل دمشق وملكها في سابع المحرم من سنة ثلاث وسبعين ومائتين وأقام بهاأياما ثم سار لقتال آبن كنداج فتقاتلا فكانت الهزيمة اولا على خمارويه وانهزم جميعأصحابه وثبت هو في طائفة من حماته وقاتل آبن كنداج المذكور حتى هزمهم وتبعهمبأصحابه حتى وصلت أصحاب خمارويه إلى سر من رأى بالعراق وعظم أمر خمارويه في هذهالواقعة وهابته الناس.
ثم كتب خمارويه إلى أبي أحمد الموفق طلحة في الص